روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | ضرب الزوجات.. بين الشريعة والعادة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > ضرب الزوجات.. بين الشريعة والعادة


  ضرب الزوجات.. بين الشريعة والعادة
     عدد مرات المشاهدة: 4052        عدد مرات الإرسال: 0

تزداد حالات ضرب الزوجات يوما بعد الأخر، والعجيب في اعتداءات بعض الرجال على زوجاتهم تأخذ إعطاءها شكلا شرعيا.

كأن يدعى البعض أن لضرب الزوجات أصلا في الشريعة يبيح له إهانتها ومعاقبتها وقتما شاء. 

 بين مشروعية ضرب الزوجات وأثر هذه الظاهرة على المجتمع كان لنا هذا التحقيق.

في البداية تقول فوزية صالح: إنها لا تقبل من زوجها الإهانه فضلا عن الضرب. مشيرة، إلى أن أغلب الأزواج الذين يلجؤون إلى هذه الظاهرة في الحقيقة يخرجون ما في مكنونهم تجاه زوجاتهم.

وأضافت: أن ضرب الزوجات ظاهرة قديمة متوارثة من بعض الآباء والأجداد، وغالبا ما يقوم بعض الرجال من خلالها بتقليد آبائهن عندما كانوا يصنعون نفس الشيء.

ولفتت إلى أن بعض الرجال يعوضون بالضرب نقصا لديهم، إذا كانت شخصياتهم ضعيفة بضرب زوجاتهم ضربا مبرحا.

وطالبت بضرورة وضع عقاب رادع لكل من يعتدي على زوجته اعتداء مبرحا وأن يكون الرادع مانعا من تكرار مثل هذه الحوادث.

يقول خالد كمال الخبير النفسي: إن هناك فهما خاطئا للآية الكريمة "الرِّجَالُ قَّوَامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ".

مشيرا، إلى أن طبيعة العقاب المفروض بالنسبة للزوجة لا يرتقي لحد الضرب والإهانه كما يظن البعض في تعامله مع المرأة.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الرجال بالنساء خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" متفق على صحته، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي وصححه الألباني. 

 وعلق على ضرب بعض الرجال لأزواجهن ضربا مبرحا بقوله: "لا أهانهن إلا لئيم" (ولكن هذا الحديث موضوع أي غير صحيح)، فأغلب الناس لا تعرف هذه الوصايا بالنساء خيرا، ولا تعرف أن الإسلام لا يحرض على الضرب سواء كان للزوجة أو لغيرها بدعوى "الإصلاح".

ولفت، إلى أن الإسلام جاء بنهي واضح عن ضرب النساء، فالإسلام منع أن تضرب المرأة وإذا كان بُد فيكون بعيد عن لطم الوجه، ولا يتسبب في إحداث العاهات وألا يكون ضربا مبرحا كما نرى ونشاهد.

وذكر، طبقا للدراسات والإحصاءات لم يعد الضرب يقتصر على النساء من الرجال فقط، بل أصبح النساء يضربن أزواجهن بشكل متصاعد، فترتفع النسبة عاما بعد عام، و بصفة عامة أصبح الضرب حيلة من لا حيلة له، وتعبيرا عن ضعف الموقف سواء كان من الزوج أو الزوجة.

وأكد، أن لجوء البعض للضرب عادة قديمة تجعل الطرف الأخر في العلاقة يلجأ إلى حيلة العدوان اللفظي أو البدني بسبب وبدون سبب كذلك.

ومن تأثيراته الخطيرة على المجتمع يقول الخبير النفسي: أنه يتسبب في هدم المودة والرحمة بين الزوجين ويقلل لحظات الصفاء، ويزيد التعاسة وينتج أبناء ميالين للعنف والعدوان.

 وطالب الزوجين بعدم التسرع والانغماس في نوبات العنف في حال خلافهما لتأثير ذلك على استقرار البيت الزوجي والحياة وتأثيره بشكل أخص على الأبناء.

ونصح الخبير النفسي بضرورة إنشاء مكاتب للإرشاد الأسري؛ لأنها الوحيدة القادرة على حل المشكلات التي تنشب بين الزوجين، كما أنها تقلل من حالات الطلاق التي انتشرت بسبب الضرب وخلافة من العادات السيئة.

ونفى الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى سابقا بالأزهر الشريف، أن يكون الإسلام قد امتهن المرأة أو حرض على ضربها وأن حق الزوج في تأديب زوجته بعيد كل البعد عما يفعله البعض من الضرب المبرح.
وذكر أن حمل المرأة الناشز على طاعة زوجها يكون وفق آليات، منها النصيحة والمجادلة ثم يليها في حال عدم الاستجابة: الهجر في المضاجع، ثم يأتي في النهاية الضرب غير المبرح.

ولفت، إلى أن الإسلام منع أن تضرب الزوجة ضربا مبرحا في حال نشوزها كما لا يبرر ضربه لها في حال غضبه، وإذا حدث فمن حق المرأة محاسبته ومقاضاته.

وأكد أن فكرة الضرب للعقاب التأديبي، وليس الهدف منها الإهانه أو الإيذاء النفسي، بل الهدف منها التقويم حتى يستقيم ما اعوج من حال الزوجة.

ولفت أن البعض ذهب إلى أن الضرب يكون بمسواك أو باليد، وإذا كان بعصا فلابد ألا يكون مبرحا ولا يترك أثرا فتستخدم العصا للتلويح فقط لا للضرب.

الكاتب: د. سامية مشالي

المصدر: موقع لها أون لاين